عَشقت جَاحد واحَبنى منتقبه 🙂❤️ بقلم الكاتبه امنيه اسامه

 

عَشقت جَاحد واحَبنى منتقبه  بقلم الكاتبه امنيه اسامه ،احلام كاتب،فاتن محمد شاكر، محمد صلاح،رويات،اسكربتات،حب،خواطر،قصص قصيره،
 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 🙂❤️

البارت الثالث 🙂

من روايه عشقت جَاحد واحَبنى منتقبه 🖤🙂
‏"أدّبني الألم"

وجعلني أُبصر الأشياء البعيدة التي لم أكن أراها عن قرب،

وعلّمني الصمت الطويل والتحدّث بحكمة وانتقاء الصديق، 

وكيف أدعو ربّي بيقينٍ تام وأفلت يدي عن أيدي البشريّة،

إذ أنّ الله بعظمته ورحمته يكفيني ويؤويني ويؤنسني وينصرني، 

وأيقنت بلا شكٍ أنّ الرحمة تكمن في جوفِ الألم' بقلم الكاتبه امنيه اسامه🥺


قام مالك من مكانه وذهب إلى رهف وقبل رأسها ونزلت دمعه من عينه عصب عنه 

نور فى نفسها هو دة عنه قلب وبعرف يدمع 

مالك انا ماشى سلام 

خرج إلى الخارج 🥺ربنا يرحمك ي قلب اخوك بنتك وتعتبرها بنتى 

نور نيمت رهف وعد الوقت ومريم قالتها انها جايه هيا وصحابها🥺بتوع المسجد يقعدوا معها شويه 🥺🖤

نور بفرحه تنورو

وبعت رساله لى مالك تقوله أنهم جاين تسمحلهم ولا لا 

ومالك علشان كان مخنوق وافق أنهم يجوا 

عد الوقت وصحابها اجو وقامت معاهم بالواجب 

نور بحب وحشنى أو. 

البنات بفرحه وانتى كمان ي نورى

البنات احكلنا حكايه ي نور 

نور عيونى .🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🥺🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤

القصه دي مش بس هتاثر فيكوا وتخليكوا تنزلو دموع دي ممكن تغير تفكيركم تماما وتخليكم ملتزمين حتى لو بقلبكم بصو انا مش هتكلم كتير اقروا القصه دي . حبيت اشاركها معاكم لعل وعسى حد يلتزم بسببها🖤


وفجأة قامت وسط البنات، وصوتها عليّ شويا وكان متقطع لأنها كانت على وشك البُكاء، وقالت لكل بنت في المسجد: دُنيا فانية يا بنات، لي نشتريها ونبيع الآخرة؟ فرعون بجلالة قدرة وال كان مفكر أنه مافيش لا قبله ولا بعده وال كان بيقول أنا ربكم الأعلى، كانت نهايته إي؟

دامتله الدنيا؟ نفعته؟

لي منكونش صادقين في حبنا لربنا؟

لي منبذلش الغالي والنفيث لله!

لي منضحيش بأهوائنا وشهواتنا في سبيل الله وسبيل مرضاته عننا!


عارفين؟

المشكلة مش في الذنب، لأنك ممكن تتوبي منه، بس المشكلة في الندم والحسرة والكسوف من الذنب دا!

كل ما تتذكري أنه كان يراكِ وأنتِ بتفعليها، قلبك هيتقطع من الندم والكسوف، هتتكسفي تقوليله: بحبك يارب، هتتكسفي تقوليله يارب حبني وقربني ليك وارحمني وارضى عني، طب أنتِ مين؟

عملتِ إي عشان تفوزي بالمنزلة دي عند ربنا وتكوني من الناس ال ربنا راضي عنها وكتب لها الجنة؟

طب عملتِ إي عشان تفوزي بحبه؟

تزللتي له قبل كدا؟

خشعتي ؟

تورعتي في أمر ما فتركتيه كله لله؟

فاكرة لما كنتِ بتكلمي الولد الفُلاني وبتقوليله كلام حب؟

ربنا كان سامعك.

فاكرة لما بعتيله صورك؟

ربنا كان شايفك.

فاكرة لما خرجتِ معاه من ورا أهلك ومفكرة إن كدا محدش شايفك؟

ربنا كان مُطلع عليكِ.

فاكرة لما عصيتِ ربنا؟

ربنا كان مطلع عليكِ وشايفك وسامعك!


ماهو يا ويلك لو ربنا نظر ليكِ نظرة غضب!

ويا هناكِ وسعدك لو نظر ليكِ نظرة رضا!


ماسكة فيها ع إي؟

بصي حواليكِ شوفي البنات ال ماتت فجأة في سنك وأصغر منك، دوري في حياتهم، هل يا ترى كانوا جاهزين يقابلوا الملك؟

كانت جاهزة ترد على أسألة ربنا ليها؟

وهو سبحانه عزَّ وجلَّ بيحاسبها على القطمير؟

جاهزة؟


بدأت بالبُكاء وقالت: جاهزين لملاقاة الملك؟

جاهزين لخروج الروح؟


ذنب إي دا ال يستاهل إن ملك الموت يقولك: يا أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث!

تسوى إي الدنيا قصاد الكلمات دي؟

تسوى إي هدومك الضيقة وبوستاتك ال كلها ذنوب جارية وزينتك ال بتحطيها كل مرة تخرجي وعطرك، تسوى إي لحظة خروج روحك وهي مش عايزة تطلع فينزعها منك ملك الروح نزعاً!

تسوى إي الدنيا لحظة دخولك القبر لوحدك، لا ماما معاكِ ولا بابا، لا صاحبتك ال كانت بتختار معاكِ اللبس الضيق والميكب، ولا صاحبك ولا الولد ال كنتِ في علاقة محرمة معاه.


مش هيدخل معاكِ القبر غير عملك، ها عملتِ إي؟


شفاء قالت خطبتها دي، وببص حوليا لقيت كل المسجد بيعيط، وفي ال كانت بتبكي بكاء مرير وبصوت عالي من شدة الندم.


برجع أنظر لشفاء لقيتها بتسند على عمود المسجد قومت بسرعة وجريت عليها، محدش لاحظ دا غيري، كله كان منشغل بنفسه وبيتفكر في كلماتها ال كان ليها أثر كبير ودا كان واضح من بكائهم.


مسكتها فقالتلي أنها بخير، فرجعت جلست مكاني وقالت: يا نساء الإسلام، يا حفيدات محمد، يا بنات المؤمنين والمؤمنات، أوصيكم بتقوى الله، وستذكرون ما أقولُ لكم، فهي فانية لا تدوم لأحد فلا تبِعن الجنة بثمن بخس، ولا تبعنها لأجل دنيا فانية، وإن هذا لهو الخُسران المُبين، وأُفوِضُ أمري إلى الله.


بكيت أنا كمان وانشغلت بنفسي بتأنيبها لتقصيرها في حق الله، لم أنتبه إلا على سقوط شفاء أمامي!


كانت سقطة مؤلمة!

جريت عليها وباقي البنات اتلمت علينا ولكنها مفاقتش!

بدأت أقلق! صرخت في البنات وقولت: شفاء مريضة سرطان وفي مراحله الأخيرة، ولكنها أصرت تيجي المسجد تقول خطبتها زي كل مرة.


بدأ بكاء البنات يزيد، حطيت إيدي على رقبتها واتطمنت أنها لسه عايشة بعد ما يأست في محاولة فك النقاب، والخمار، شفاء كانت دايماً حريصة في ستر نفسها وكانت دايماً بتقول: محدش عارف المنية هتجيه إمتى وفين فلازم نكون دايماً مستعدين نفسياً وجسدياً.


كنت مترددة أطلب الإسعاف ولا لا، لأنها رفيقة دربي وعمري وعارفة أنها لما تفوق وتعرف هتزعل جداً، كان أهون عليها الموت ولا ينكشف جزء من جسدها لرجل أجنبي حتى لو كان دكتورها!


ولما قربت أيأس وأطلب الإسعاف فاقت، المسجد كله سكت ومكنش بيخرج غير صوتها قالت كلمة لسه بترن في ودني لدلوقتي: لعل اللقاء اقترب، فقد اشتقت لرؤية حبيبي الله عز وجل، ليس لنا إلاه، وإنني أشعر بإقتراب الأجل، ها أنا أموت أمامُكن، تراني ماذا سآخذ معي؟

سأخرج منها كِفافاً، لن ينجيني حينها إلا عملي الذي سأستحق به رحمة الله فأدخل الجنة، أو لا أستحقها فيُلقى بي في النار، وأني لأخشاه.


بكت واشتد عليها البُكاء وقالت: أخشى لقائه، كيف ألقاه بذنبي وعصياني؟! 

ماذا لو أن هناك ذنوباً فعلتُها ونسيتها وهو لم ينساها؟ أوصيكم بالصلاة الصلاة، وتقوى الله، وأن تلحقوني بالدعاء كلما تذكرتموني.


مسكت إيدي ونظرتلي نظرة عمري ما هنساها وقالتلي: كملي الطريق يا حياء، الدعوة عمرها ما بتموت

بموت صاحبها، كملي الطريق ومتسيببش حد للشيطان ولأهوائِه، شيلي مسؤوليتهم وكأنهن بناتِك، خافي عليهم ومتنصحيهمش عشان أنتِ داعية، انصحيهم كأنك أم يا حياء، كأنهن راعياكِ وأنتِ مسؤولة عنهن.


وصيتي ال قولتهالك قبل كدا، وصليها لأهلي لو مقدرتش أشوفهم تاني، قوليلهم أني مقدرتش أقولها ليهم عشان موجعش قلبهم عليا.


وقتها كنت ببكي عليها بكاء النهاية، وقتها عرفت إن النهاية قربت خلاص، قبلتها في كل جزء في وشها، وقبلتها على يدها ورأسها، كنت بحضنها حضن النهاية وببكي بألم شديد، حضنتها واستمر بكائي وبكاء البنات، تلامذتها من حولي، البنات ال اتربوا على إيدها!


سمعت همهمتها وأنا حضناها وهي بتنطق الشهادة، مستحملتش أبص في وشها في اللحظة دي، لكني حضنتها وشديت عليها وزاد بكائي وأنا بقولها متسبنيش دلوقتي، ليس لي رفيق بعدك، من يعينني على مصائب الدنيا، أنتِ عونُ الله لي، متموتيش دلوقتي يا شفاء، خليكِ معانا لسه محتاجينك. 

سبتها وبصيت عليها لقيتها بتبتسم وتقولي: متخفيش.

وقتها نطقت الشهادة تاني ورفعت إصبع السبابة، وبتنطق الشهادة للمرة التالتة لكنها مكملتش!


عرفت إن أمر الله نفذ لما راسها تقلت على إيدي!


فصرخت صرخة مكتومة عرفت البنات حواليا إنه خلاص، معلمتهن شفاء ماتت!

أيوا معلمة ولسه طالبة جامعية!


خرجت بنت من المسجد وراحت مسجد الرجال ودخلت عليهم وهي بتبكي: الحقونا! الحقونا، الأبلة شفاء ماتت في المسجد اطلبوا الإسعاف بسرعة يمكن نلحقها!


دخل الرجال المسجد وأنا لسه حضناها وببكي بكاءً مرير، وقفت بنت قدام الرجال ال دخلت وقالت لهم معلمتي ماتت مستورة، ومش هسمح إن وشها ينكشف قدامكم، وقتها فوقت ولاحظت إن في رجال في المسجد، نصهم شافوني، لكن ماشفوش شفاء لأنها كانت في حضني، البنات عملت دايرة حوالينا، ولبستها النقاب، لبست حبيية قلبي وقرة عيني النقاب لكن وهي ميتة، لبست النقاب بتاعي معاها، فسمعت صوت راجل بيقول: أنا في طب بشري فممكن تسمحولي أشوفها، ممكن تكون غيبوبة ونلحقها.


فرحت ورجع الأمل فيا، وتركته يفصحها، لكنه أماتني بعدما أحياني!

أكدلي وفاة شفاء!


السرطان انتصر عليها وفتت كل حتة في جسمها، قعدت من شغلها ومن الجامعة، لكن درس المسجد كل أسبوع مكنتش بتغيب منه إلا لعذر قوي زي أنها تكون دخلت في غيبوبة أو الكيماوي أفقدها الإحساس برجلها فمكنتش بتقدر تمشي، قبل ما تموت بيومين وقبل ميعاد درسها ال بتقوله بيومين شفاء كان وشها بدأ ينور، وبدأت تتوضأ لوحدها وتمشي عدة خطوات، رنت عليا وألقت السلام كعادتها وكانت دايماً بتقول: تلاتين حسنة أهم عشان قولت السلام كامل، والله يُضاعف لمن يشاء، ٣٠ حسنة في ست ثواني، حسنات ببلاش يا حياء أوعي تضيعي الفرصة دي، إن الحسنات يُذهبن السيئات.

قالتلي: نبهي على بناتي أنه فيه درس وعلى ميعادنا إن شاء الله يوم الأربع.

_ولكن يا شفاء...

=أنا بقيت كويسة جداً بفضل الله 

_طيب بلاش وسجليلهم تسجيل.

=عايزة أروح يا حياء، لعلني لا ألقاهن بعده، ويكون اللقاء الأخير.

_متقوليش كدا يا شفاء أنتِ خفيتِ وبدأتي تمشي فخلاص بقا بطلي تشاؤم.

= حاضر يا ست، هتيجي تاخديني ولا أشوف أي بنوتة من البنات؟

_لا لا هاجي طبعاً واستنيني متلبسيش عشان بحب أساعدك في لبسك^^.

= حاضر من عنيا.


شفاء كانت دايماً متفائلة، وإنها تقول: لعلني لا ألقاهن بعد هذا اللقاء، ودا عشان أهل الصلاح أحياناً بيحسوا بقرب أجلهم، ولكني مفهمتش، لو فهمت كنت روحت ونمت عندها اليومين دول وحاولت أشبع منها!


شفاء التزم على إيدها ناس كتير، حتى الشباب لما كانوا بيقرأوا منشوراتها الدعوية على حسابها كان بيلتزموا، شفاء أفنت عمرها في الدعوة وتعلم الدين، كانت بتحب البنات أكتر من نفسها وبتخاف عليهن جداً.


الإسعاف نقلت شفاء للبيت لأن وصيتها كانت أن يتم غُسلها في البيت، أتصلت بأمها ووقتها مكنتش عارفة أتصرف، قولتلها: أنا وشفاء جاين بعربية الإسعاف.

مقدرتش أكمل وقفلت في وشها، أهلها كانوا عارفين إن اللحظة دي هتيجي ولكن التسليم لها أمر صعب جداً، لما دخلت الشارع ونزلت من العربية لقيت كل الناس متجمعين قدام بيتهم وأمها وأبوها كانوا واقفين على أول الشارع، لما شافوا عربية الإسعاف داخلة الشارع عرفوا إن دي بنتهم، جريوا ورا العربية وهما بينادوا عليها، أنا مقولتش ليهم إنها ماتت، لكن القلب دائماً يشعرُ بمن أحب، أمها وهي بتجري عليها وقعت أكثر من مرة، أبوها كان بيجري وهو بيبكي بكاء شديد!

وقفت العربية قدام البيت، المُسعف فتح الباب، محدش عرف ينزلها من الناس ال كانت متجمعة حوالين العربية، ولكنهم وسعوا عشان يعدوا بجسمانها ويدخلوه البيت، لما نزلوها أبوها كان وصل ودخل وسط الناس عشان يوصلها، بدون إرادة ووعي منه رفعلها النقاب وقالها: شفاء؟ بنتي؟ قومي قومي عشان خاطر بابا.

جات أمها تصرخ باسمها: يا بتي! يا ضنايا قومي، قومي اتوضي يالا المغرب قرب يأذن، هخليكِ تتوضي لوحدك والله، قومي بس، بعد كدا صرخت باسمها بصوت اهتز له قلبي!


الناس اتلمت ع أبوها وأمها ومسكوهم عشان يقدروا يدخلوها البيت.

دخلت البيت على ضهرها، كانت دايماً عاملة حساب اللحظة دي، قالتلي في مرة: عارفة يا حياء؟ في مرة كنت بلبس آخر كام قطعة من هدومي قدام ماما وأنا خارجة للجامعة، فشافتني لابسة بنطلون جينز، وجبت جيية جينز تقيلة وهلبسها فقالتلي: كل دا؟ متعقديش نفسك بقا، ماهو لابسة بنطلون تحت العباية، بلاش مُبالغة.

كنت بقولها: يا ماما، بلبس بنطلون عشان لو حصل ووقعت أو حصلتلي حاجة وهدومي اترفعت أكون مستورة، وبلبس جيبة جينز حتى لو الجو حر، عشان لو جم شوية هوا ميخلوش العباية تلصق فيا وتصفني.

وبعمل كدا يا ماما عشان مش ضامنة أنا خرجت، هرجع تاني على رجلي ولا لا، هقابل ربنا بهدوم تراضيه عني ولا لا، بعمل حساب اللحظة دي.


شفاء كانت دايماً قبل ما تخرج تتوضأ وتصلي، وبتقول: عشان لو حصل ومُت في الطريق أقابل ربنا على طاهرة لأنه بيحب المُتطهرين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يُحافظ على الوضوء إلا مؤمن.

فحابة أقابل ربنا وأنا طاهرة، وأنا مؤمنة ويكون أخر عمل لي في الدنيا الصلاة.

كانت دايماً بتسبح وتذكر ربنا طول ما هي قاعدة لوحدها، وبتقول: حابة ألقى الله ولساني ذاكِر.


وضعوا شفاء على السرير، أبوها دموعه موقفتش، أمها بكاها ال يقطع القلب موقفش، حضنوها وأبوها قبَّل رأسِها وقال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون، زي ما كُنتِ ثابتة في مرضك يا بنتي، وكنتِ بترددي الآية دي دايماً: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"


ولما أزعل عليكِ يا شفاء كنتِ بتقولي يا بابا دا ربنا بيقول بعدها "أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"


حد يطول يا بابا ربنا يصلي عليه ويرحمه ويهديه؟ قول إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون مثلي يا بابا، ربنا وضعني في الأرض لغاية وحكمة منه، ولما وقتي يخلص هياخدني تاني، الأرض ماكنتش وطن ليا ولا هتكون، إحنا مكانّا الجنة يا بابا ولازم نحسن عملنا عشان نروحها.


شفاء كانت دايماً بتقول: كانت الدنيا ولم أكُن فيها وستكون ولن أكونُ فيها.


أبوها متمالكش نفسه وهو بيقول الكلمات دي، وبكا وكل الناس ال سمعته بيتكلم بكت، وقال: هقول زي ما علمتيني يا بنتي: إنا لله وإنا إليه راجعون، روحتِ عند ربك زي ما كنتِ بتتمني. ارب صبرني، يارب أنت عالم غلاوتها عندي يارب!


دخلت أختها عليها وكانوا اتصلوا بيها وجات جري من الشغل، دخلت الأوضة وكلها زهول وصدمة، متكلمتش كانت الصدمة هي سيدة الموقف، حضنتها وضمتها لصدرها وقبلتها على جبينها قُبلة طويلة جداً كأنها كانت بتشبع منها، مسكت إيدها وباستها، رجعت ضمتها تاني وبكت بكاء مكتوم صرخت في حضنها فكانت الصرخة بتخرج مكتومة، أمها كانت مش قادرة توقف، كل ما توقف توقع تاني، كانت لحظات مهيبة، لولا الثبات ال عاشت شفاء تعلمه ليا ولباقي البنات كنت انهرت تماماً!


وكالعادة، قرايب الميت قاموا بالواجب، ال جري يشتري الكفن وأدوات الغُسل، وال جري عشان ينده عليها في الجامع، وال جري عشان يجيب مُغسلة!


دخل واحد ومعاه المُغسِّلة وبيقول: خلاص يا عم أحمد قوم عشان يغسلوها إكرام الميت دفنه.

لكني وقفت في وشه وقُلت: محدش هيغسل شفاء غيري، دي وصيتها ووصيتها لازم تتنفذ، شفاء قالتلي على المكان ال مخبية فيه وصيتها، الوصية في أوضتها في المكتبة في كتاب السيرة النبوية للشيخ محمد متولي الشعراوي.


أختها خرجت تجري من الأوضة وراحت عشان تجيب الوصية وجابتها، ولما بصت فيها زاد بكائها وانهارت في الأرض، جريت عليها قومتها ودخلت وأنا قلبي مفطور من الحزن على رفيقة قلبي ودربي، سألتُ اللهَ الثبات وقرأتها على أهلها وكل ما أقرأ بند فيها يزيد بكاء أهلها وأحبابها.


كان من ضمن وصاياها، أن محدش يغسلها غير أختها لو مقدرتش يبقا تغسلها حياء، صحبتها ال كانت دايماً تعلمها طريقة الغُسل لأجل اللحظة دي.

وقالت لازم يحضر الغُسل أختها وأمها ان استطاعت ولو مقدرتش فلا تحضره.

لا تكشفوا وجهي للرجال الأجانب عني.

وليحمل نعشي أقاربي وأخي.

وعند وضعي في قبري فليضعني محارمي!

شفاء علمتني معنى اسمي (حياء) علمتني الحياء وكانت هي اسم على مُسمى (شفاء) كانت بتطبطب على القلوب، كانت بتعرفنا طريق ربنا عشان نروحله مكسورين ونرجع من عند ربنا مجبورين!


شفاء تركت أثر فينا كُلنا.

تمالكت نفسي ودخلناها عشان نغسلّها، أختها معرفتش ومقدرتش تغسلها فطلبت منها تساعدني في تقليبها فقط،مقصتش هدومها، شفاء كانت غالية وهدومها غالية وكل حاجة تخصها غالية، قلعتها هدومها على مهل ودخلت أمها وأختها حضروا الغُسل وطلبت منهم يقفلوا الباب، سترتها وبدأت في تغسيلها ومقدرتش مبكيش!

دموعي كانت مشاركة في الغُسل من بدايته لنهايته، كانت جميلة حتى وهي ميتة، كان وشها كل مدى بينور، كان جسمها بارد، نسيت أنها ميتة ومسكت إيدها أدفيها زي ما كنت بعمل لما كانت تبقا بردانة!


ضفرت لحبيبة قلبي شعرها ٣ ضفيرات، قبل ما أغطي وشها جات أختها وقبلتها وجات أمها وحضنتها وبكت، وقبلتها، رفعتها عنها عشان لازم نعجِّل في الدفن، قبلتها بين عنيها قُبلة الوداع، وغطيت وشها وربطت الربطة زي ما علمتني بالضبط، وأنا بغسلها استحضرت صورتها وهي بتعلمني، رهبة الموقف نستني كنت حاجة، لكني حسيت أنها واقفة جنبي وبتقولي اعملي كدا وكدا وكدا.


ناديت أهلها عشان يرفعوها ويحطوها في النعش عشان صلاة الجنازة، صلينا عليها كلنا، كانت ناس كتير جداً، كنت حاسة إنه قلبي ال بيبكي، خلاص مش هشوفها تاني، مش هسمع نصايحها تاني، مش هشوف بُكاها تاني وهي بتكلمنا عن ربنا، وهي بتكلمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم وتضحياته لأمته!


بعد أسبوع نزلت الجامعة يوم الأربع وروحت أصلي، حاسة إن المسجد أصبح غريب، أول مرة أدخل وشفاء متكونش قاعدة في ركن من أركانه، صليت وجيت أقوم، افتكرت شفاء وهي بتقولي جلسة ما بعد الصلاة عظيمة جداً الملايكة بتدعيلك متستعجليش وتقومي، فجلست وبكيت، بناتها التفوا حولي كلهم وبدأوا في البُكاء، شوفت ٣بنات كانوا في أخر درس ليها لابسين بناطيل ضيقة وحجاب نص كوم، لقيتهم لابسين واسع وفضفاض وجم حضنوني وقالولي: سبب التزامنا معملتنا شفاء الله يرحمها!

 عايزين نوصلها شكرنا بس مش عارفين، نقدر نفيدها بحاجة وهي في قبرها؟

_ادعولها واتصدقوا عليها.


كل ما أدخل المسجد البنات يلتفوا حولي ويطلبوا مني أتكلم معاهم عن شفاء وأعلمهن زي ما علمتني وعلمت باقي البنات.


افتكرت وصية حياء ال قالتهالي قبل ما تموت: كملي طريق الدعوة يا حياء الدعوة ما بتموتش بموتنا.


كملتها يا شفاء، كنت بروحلها قبرها وأقولها: وصيتك اتنفذت يا حبيبة قلبي، كنتِ دايماً بتقوليلنا: يا بنات، إنما أبتغي طيبَ الأثر، مش عايزة غير أسيب أثر جواكم عشان كل ما تفتكروني تدعولي، وددتُ لو أخرجُ منها كِفافاً.


عايزة أقولك يا شفاء أنك سبتِ أثر في بنات كتير، كل البنات في المسجد تركتِ أثر فيهن، وحتى البنات ال مكانتش بتحضرلك ولا حتى تعرفك لما سمعوا بقصتك وثباتك طلبوا يسمعوا دروسك والتزموا بسببك، وتركتِ في قلوب الناس طيبَ الأثر زي ما كنتِ عايزة يا قرةَ عيني.

مريم بمواسه ... خلاث ي .....

البنات بصدمه 

ي ترى اى الل حصل 

الحلقه كانت عبارة عن الدعوة واذكركم بالطريق الصحيح

تعليقات

  1. حلو اوي

    ردحذف
  2. كملي بحبك اوي

    ردحذف
  3. حميللللللل

    ردحذف
  4. أجمل كاتبه دي ولا اي ي جدعانننننن

    ردحذف
  5. حلوووووووو

    ردحذف
  6. جميل اوي

    ردحذف
  7. بحبك كملي

    ردحذف
  8. البارت الرابع بسرعه

    ردحذف
  9. بحبك ممموت

    ردحذف
  10. جايه متأخر ولا اي 😂😂

    ردحذف
  11. اجمد روايه كملي متشوقه اوي

    ردحذف
  12. البارت الرابع بسرعه علشان خاطري

    ردحذف
  13. كملي ارجوكي

    ردحذف
  14. بسرعه البارت الربع والخامس مع بعض 😂😂اصلي طامعه شويه 🤣🤣

    ردحذف
  15. كمليييييب

    ردحذف
  16. البارت الرابع بسرعه بقاااا

    ردحذف
  17. بحبك اوي روايتك في قلبي زي ما انتي في قلبي

    ردحذف
  18. بحبك ي بنت قلبي كملي بقا 😂😂😂

    ردحذف
  19. كملي يا قمري

    ردحذف
  20. جميله جداً اكملى 💚💚💚💚💚💚

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حبك غير حياتي بقلم: ندي شعبان

حوار صحفي مع الكاتبة أسماء محسب جريدة أحلام كاتب