اسكريب بعنوان ليتنا نُدرك أن النهايه تحت التراب 🙂
اسكريبت
واقفة جنب ماما، الدموع محبوسة في عيوني مهددة بالنزول، خنقة جوايا عارفة سببها وهي الأغاني اللي بتتردد دلوقتي وبسمعها، منظرهم وهما بيرقصوا وبيرددوا معاها أطفال وكبار، رغم الكلمات البذيئة الموجودة فيها خلقت رعشة جوا قلبي اللي حسيته هيطلع من مكانه من فرط ما بيدق بسرعة، للدرجادي فرحانين بالمعصية، للدرجادي ملذات الحياة واكلة عقلهم، للدرجادي الجنة عندهم رخيصة!!
:ما تفكي كدا يا نور وارقصي معانا
رديت بابتسامة بسيطة'-معلش تعبانة شوية
ابتسمت بسخرية كمان':معلش بقا لو كان الجو مش راضيكي وجو الاغاني والرقص وكدا بس دي خطوبة يا حبيبتي يعني فرحة اكيد لازم نشغل أغاني مش هنشغل قرآن يعني احنا مش في عزا، وأكيد مش هنقلبها مشيخة يعني
دمعة نزلت من عيني من صدمتي بكلامها'- فعلا وبكل ذرة حزن وشفقة جوايا بقولك لازم يكون في عزا، عزا للموت اللي صابكم كلكم، موت دينكم وقلوبكم اللي اتعلقت بالحرام لدرجة أنك تلزمي القرآن بالعزا والأغاني بالفرح بذمتك دا الدين! انتي قلبك مات من ناحية ربنا وبدأتي تقلي أدبك عليه لدرجة أنك تخصصي كلام الله عز وجل للحزن، حقيقي شفقانة عليكي، ربنا يعينك على اللي هتشوفيه في دنيتك وآخرتك
اتعصبت':ربنا يعينك انتي يا ست الشيخة قابليني لو حد بص في وشك
روحت لماما قولتلها اني عايزة اروح عشان تعبانة ولأن بيتنا كان قريب جدا من بيت عمي واللي النهاردة كانت خطوبة بنته فـ روحت لوحدي عادي
وصلت بيتنا وانا ما زلت حاطة ايدي على قلبي وبردد قرآن وعيني مش قادرة تبطل بُكا،،،
اتوضيت وفرشت سجادة الصلاة وبدأت أصلي وسجدت وطلعت كل اللي جوايا، وقتها بس حسيت وعرفت أن اللي استعنت بيه هيغنيني عن كل اللي حواليا
بدأت اردد وانا ببكي'-
يارب هوّن علينا المصائب دي، يارب المصيبة المرة دي أكبر، المصيبة المرة دي في الدين يارب، يارب دي في المال ولا الولد دا الدين!!
يارب دول مش عارفين حاجات كتير اوي معندهمش يقين بقدرتك، الشك في قلوبهم حل محلّ اليقين، دول شايفين أن الباطل حق والحق باطل، وان المعروف منكر، والمنكر معروف، تهاونهم في دينهم كارثة مش حاسين بيها ولا مُدركين فجعة الحدث، يارب هو انت لما تسألهم أنهم اذاي عصوك وانت شايفهم هيردوا يقولوا ايه؟!
يارب هون علينا مصيبتنا، يارب اهديهم يارب واهدي جميع المسلمين، يارب مش حابة أنهم يدخلوا النار، يارب اهدي قلبهم وصحح مسارهم واجعل الجنة مقصدنا جميعا يارب
شغلت قرآن وعليت الصوت اوي وغمضت عيوني وبدأت أركز مع الآيات اللي بيقرأها"اسلام صبحي"بخشوع تام، حقيقي ربنا يجازيه خير على كل دا
فضلت أكتر من ساعة وانا بسمع القرآن وانا حاسة براحة كبيرة اوي جوايا، راحة مش بحسها غير وانا قريبة من ربنا في السجود أو بترديد آياته وحديثه.
نمت مكاني في ركن الصلاة بتاعي، مفوقتش غير وبابا بيصحيني وهو بيطبطب عليا بحب وقومني علشان صلاة القيام، انا متعاهدة مع بابا وماما أنهم لازم كل يوم يطمنوا اني صليت القيام، لأجل اني في أيام باخد فيها العلاج بتاعي والكيماوي عشان انا مريضة سرطان وبيأثروا عليا كتير في أن جسمي بيتعب ولو نمت مش بعرف أصحى لوحدي، فكنت بستعين فيهم في كدا
ببص للبنات حواليا بابتسامة رضا وحب، بنات اتربوا على إيدي، بنات الإسلام، بنات قريبين من ربنا وبيحبوه، بيذنبوا ويتوبوا ويذنبوا ويتوبوا، لكن يكفي انهم بيتوبوا، بنات قاعدة بتردد ذكر وفي اللي بتردد قرآن في ركن لوحدها وفي اللي بتسمع لصديقتها وأختها في الدين، شاغلين وقتهم على ما أبدأ الدرس، شاغلين وقتهم بذكر الله، حقيقي بفتخر أنهم بناتي، رغم اني لسه طالبة جامعية في سنة رابعة الا اني معلمة بدي دروس دينية في مساجد
حسيت فجأة بدوخة واني مش قادرة أسند نفسي رغم اني قاعدة على الأرض، عائشة صاحبتي أخدت بالها مني فـ جاتلي بسرعة وعرفت أن دا من أثر جلسة الكيماوي اللي أخدتها امبارح وطبعا أنبتني اني اصريت آجي النهاردة الدرس عشان البنات واني كان ممكن أسجلهم تسجيل وخلاص وابعته، وكعادتي برد عليها نفس الرد كل مرة بتقولي فيها كدا
ابتسمت'- يا عائش لعلي لا ألقاهن ويكون اللقاء الأخير
مش عارفة ليه حاسة بإن وقتي بيخلص، أن معادي قرّب، اني هشوف حبيبي، أن ربنا هياخدني عنده قريب، عند الخاطر دا وقومت وقفت ودموعي محبوسة في عيني، لعلّه يكون الحديث الأخير لو صدق قلبي
قولت بصوت قوي مش خالي من الرعشة' يا بنات بالله عليكم دخلوا شعركم جوا الطرحة، طولوا الأكمام وطولوا الچيبة والفساتين، بلاش لبس ضيق ومقطع!، بالله عليكم ظبطوا حجابكم وجاهدوا شوية..
مينفعش تبقي بقالك سنيين ولسه على نفس الشكل ونفس الحالة مفيش حتى محاولة صغيرة وتطور صغير!
بلاش تبقي نازلة كل يوم من بيتك وأنتِ عارفة إن ربنا مش راضي عن لبسك، ومش عارفة هترجعي تاني ولا لأ، ولسه مكملة..
طولي طرحتك ووسعي لبسك وقولي هي لله.. صدقيني ربنا هيعينك وهتقدري وقلبك هيبقى مرتاح.
إياكي والأغاني فـ هي تميت القلب، تالله إنها تميته، وتذكري لا يجتمع القرآن والأغاني في قلب واحد يا مسلمة، علّموا أولادكم أن الموسيقى والأغاني حرام،
وأن العلاقات بين الفتاة والشاب محرمة ولا تجوز،
علّموهم أن الحرام يبقى حرامًا ولو فعلهُ أكثر الناس،
علّموهم أن يجعلوا الرسول قدوتهم، علّموهم أن ليس كل مشهور على صواب
أرجوكم حافظوا على أولادكم وبناتكم واخواتكم وحافظوا على الإسلام في قلوبكم وقلوبهم ، ارفعوا قيمة دينكم.
غض البصر يا بنات، بالله عليكي لازم تلتزمي بيه،احفظْي بَصَرك عَن الحَرامِ فَلا طاقَةَ لَكِ بزفِيرِ جهنم
الصلاة ثم الصلاة يا بنات، عماد دينكم، صلتكم بالله سبحانه وتعالى
هو انتى لو كنتى مكان إبليس وربنا أمرک تسجدى لآدم، هترفضي؟
هتقوليلي لأ طبعٱ ازاى أنا أصلا أصلا مش عارفة إبليس رفض أمر ربنا إزاى ومنفذهوش ..
*طب مانتى منفذتيش أوامر كتير أوى...مش أمر واحد، طب ما هو ربنا أمرک بأوامر كتير جدا لا تعد ومنفذتيش منها أكتر وأكتر، ما بالک إبليس إتطرد م الجنة بسبب أمر واحد منفذهوش...أومال إنتى بقى،
أمرک ربک بغض البصر شغالة وهيمانة ع الممثلين ف المسلسلات ورادار مش عاتق كراش مش سايبة صورة ،
كده مرفضتيش أمر ربک..!؟
أمرک ربک باللبس الشرعى ولسا بتقولى انک صغننة ولسا بدرى والحجاب هيكبرک والناس هتقول والناس هتسوى
كده مرفضتيش أمر ربک..!؟
أمرک ربک بإنه فيه ضوابط للخطوبة ولسا لحد دلوقت أول بس ما يبقى فيه قراية فاتحة اللى هى بدعة أصلا أصلا تمسكى ايده وبحبك ليل نهار ومفيش حياء تمامٱ وقال بتعمليلى فيها مكسوفة
كده مرفضتيش أمر ربک..!؟
أمرک ربک إنه "ولا متخذات أخدان" ولسا بتقولى ده صاحبى وإن صداقة الولاد أفضل من صداقة البنات بكتير ده البنات وحشين وده زى أخويا وصاحبى بس وكلامنا فيه حدود ياعينى
كده مرفضتيش أمر ربک..؟!
أمرک ربک بإن المعازف حرام يعنى الموسيقى حرام ومفيش نقاش فيها ولسا بتجادلى ف إنه إزاى الأغانى حرام وبتسمعى عادي
كده مرفضتيش أمر ربک..!؟
أمرک ربک بأوامر كتير والأسوء من ده إنک جاهلة بإن الأوامر اللى ربنا أمرک بيها ديه بلورة لطيفة بتحميكى..ولكن إنتى شيفاها تشدد وإنك لسا صغيرة على الحاجات دي وسبحان الله هتكبري وانتي بتعمليها عادي و لا حياة لمن تنادي !؟
نزلت دموعي أكتر' فانية يا بنات فانية، اختبار جائزته جنة وعقابه نار،
تالله إنها فانية، ليه نشتريها ونبيع الآخرة، فرعون بجلالة قدره اللي كان فاكر إنه الرب الأعلى والعياذ بالله وأنه أقوى الأقوياء نفعته في ايه؟
دامتله؟
ليه منحبش الجنة ونسعى ليها بصدق، ليه بايعينها بالشكل دا؟!
ليه منضحيش بأهوائنا وشهواتنا في سبيل مرضاته عننا!!
شغالين ذنوب ورا بعض نطلع من الأغاني لـ الغيبة والنميمة اللي بيتنفسها الناس ذي الأكسجين بالظبط ونسوا إن لا يدخل الجنة نمّام، ندخل على أكل مال اليتيم لـ الربا، لـ كلام البنات مع الشباب وعلاقة الارتباط الغير شرعية ومصائب تانية كتير، لـ السب لـ التبرج، ليه الذنوب دي كلها!!
يعني فرحانين بيها؟!
بتبقوا فرحانين وانتم مكسوفين تطلبوا من ربنا حاجه وانتم حاسين بإنه مش هيستجيب بسبب ذنوبكم؟!
بتبقوا فرحانين وانتم بتحطوا راسكم على المخدة وبترددوا يارب متاخدنيش غير لما أتوب؟!
المصيبة انك بتصحي تاني يوم تكرري نفس الذنوب وتيجي على المخدة بالليل وتقولي نفس الجملة!!
فين المفيد؟!
ليه معملتيش حاجه؟!
فاكرة لما عصيتي ربنا كتير اوي؟
لو انتي مش فاكرة هو فاكر وهيحاسبك، توبي يا أختي، توبي لإنها فانية لإنك مش حمل النار
ما هو يا ويلك لو ربنا نظر ليكي نظرة غضب!
ويا هناك وسعدك لو نظر إليكي نظرة رضا!
ذنب إيه دا اللي يخلي ملك الموت يقولك وهو بيقبض روحك:
" يا أيتها النفس الخبيثة، في الجسد الخبيث، اخرُجي ذميمةً وأبشِري بحميمٍ وغسَّاقٍ وآخرُ مِن شَكلهِ أزواجٌ
تسوى ايه الدنيا قصاد الكلمات دي؟!
هدومك الضيقة اللي مالية الدولاب، الاغاني اللي واخدة نص مساحة الفون، زينتك اللي بتحطيها في كل خروجة وعطرك اللي مش بيفارقك، شعرك اللي ظاهر، ولا صاحبك اللي انتي في علاقة غير شرعية معاه، ولا صاحبتك اللي كانت بتختار معاكي الهدوم الضيقة،
إحنا محتاجين نفوق....
آه محتاجين نفوق وبأسرع وقت ممكن، الحوادث، السرقة، القتل، السب، اللعن، والموت الفجأة، موت أطفال من قبل ما يتولدوا، وموت أمهات أثناء الولادة، تقاعد شباب بدون عمل وأسر المظلومين بدون دليل قاطع، ترك قطاع الطُرق والحرامية ماليين البلد والجري ورا كل حاجه فيها فلوس، حالات الزنا وكثرة الفواحش، وخلع الحجاب، وتقصيره واللبس الضيق، وكل الفتن اللي حوالينا دي، ليه كل ده ليه؟!
ببساطة لأننا في غفلة، ربنا حابب يفوقنا من الغفلة دي قبل فوات الأوان واحنا لسه ماشين في الدنيا باللهو والمرح، لبس وهيئة لا ترضي الله، البعد عن الله وترك الصلاة، عدم الصيام وغيره من حقوق وفروض الله علينا، ليه نقصر في كل ده ليه؟!
احنا مش ضامنين حياتنا يا جماعه، ولا حتى أنا ضامنة أخلص كلامي معاكم، أنا وأنت ممكن نموت في أي لحظة لكن موتة كل واحد فينا هتفرق، آه هتفرق بين واحد مات على وضوء وصلاة وسنن ونوافل وأذكار وقرآن، وواحد تاني مات على اغنية بيسمعها أو ذنب اقترفه ولم يتوب عنه، هتفرق بين بنوتة ماتت وهي لابسة زي شرعي فضفاض وساترة نفسها، وبين بنوتة لبسها لا يمت للإسلام بصلة، هتفرق والله بين حد كان بيجاهد ويحفظ كل يوم ولو آية واحدة من القرآن، وبين حد تاني مكلفش نفسه حتى يفتح المصحف لحد ما التراب بقى كاسيه، هتفرق كتير والله.
قدامك الوقت، لازم تفوق وترجع لربنا قبل فوات الأوان، ده دين يا جماعه، ترضوا نكون سكاكين يتقطع بيها كبد الدين؟! ترضوا نكون مدافع تفجر كل مبادىء الإسلام؟!
طب ترضوا نكون آلات تحكم حكمتها النفس بالهوى والمرح في الدنيا ومتاعها!!
أكيد مترضوش، ارجعوا لربنا قبل فوات الأوان، هو في انتظاركم، كفاية تأخير.
إنها فانية ورب الكعبه فانية لن تطول ولن تزهد، ولن يبقى إلا عملك الصالح أو الطالح.
حطوا الجنة قدام عينيكم وفوقوا، جاهدوا، حاربوا؛ لأجل الوصول إليها.
عملتي انتي ايه في حياتك يخليكي مستعدة انك تقابليه وتردي على أسئلته؟
خافي بالله عليكي، خافي عشان الزمن دا بقا مليان معاصي ومش سهل انك تنقذي نفسك منه، خافي عشان لازم تخافي، عشان العقاب نار لا تستكفي، تقول:"هل من مزيد"، نار لا تشبع وعذاب نهابه ونفزع من مجرد قراءة بعض الاحتمالات التي وردت في الكتاب والسنة
انفجرت البنات الموجودة في المسجد في البكاء، كل واحدة بدأت تأنب نفسها وتسترجع قائمة ذنوبها، بس انا حاسة بإحساس تاني، حاسة كإن قوايا بتنهار، عياطي بيزيد، عائش هي اللي جرت عليا لما وقعت على الأرض من كثرة بكائي، كلهم كانوا مشغولين مع نفسهم
سألتني عن حالي، فقلت لها أنني أشعر أن النهاية أوشكت على الاقتراب، قلت لها أنني أخاف الله، أخاف من ذنب قد اقترفته لا أتذكره ولكنه سبحانه جلّ وعلا يتذكره، أخاف النار يا عائش، لا أخاف الموت ولكنني أخشى أن لا أكون قد تجهزت بما يكفي لـ لقائه
عائش كانت بتبكي كتير في حضني، لإنها عارفة إن قلبي عمره ما كدب أبدا في أي إحساس، خافت من ذكري للنهاية وأن موعد رحيلي قد اقترب، أدرك جيدا مدى تعلقها بي، وتالله اني أحبها في الله، فهي صديقتي منذ سنوات، صديقة الدعوة والالتزام، صديقة القرآن وأختي في الإسلام، على عَينِي فراقها ولكنني سأقابل من هو أجلّ شأنا وأعظم مكانة في قلبي منها، أعتذر لها بدموعي وتشبثي في حضنها كثيرا، أعتذر لها أنني سأفارقها مبكرا وأنها ستكمل وحيدة دوني، ولكنني تركت لها الكثير من الذكريات لتكفيها مدى العمر، زرعت فيها حب الله وحب الدعوة ومدى الفرحة عندما تكون سبب في هداية شخص ما، أثق تمام الثقة أنها ستبلي بلاء حسنا في الدعوة
من علوّ صوت بكاء عائش البنات أخدوا بالهم وكلهم اجتمعوا حوالينا، وزاد صوت بكائهم لما سمعوني بردد الشهادة، ولكن لم يحن الوقت بعد، تبقى القليل جدا
قلت وانا بحاول أستعيد جزء من وعيي'-
يا بنات الإسلام، يا حفيدات محمد صلى الله عليه وسلم وحبييات قلبه، يا بنات المؤمنين والمؤمنات، يا من أودعني الله لأغرس بكم حب الإيمان وحبه سبحانه وتعالى، تالله إني مجرد سبب، مجرد سبب لـ هدايتكم وقد كانت هذه رسالتي، أوصيكم بتقوى الله، لا تبعن الجنة يا أخواتي فهي غالية، أقسمت عليكن بالله لا تبعنها فهي جنة تجري من تحتها الأنهار سنخلد فيها دون هم أو تعب فقط فرحين لأن الله قد صدق وعده،
ها أنا أموت أمامكن، تراني ماذا سآخذ معي؟
أعمالي فقط ليس إلا، لن آخذ معي أبي وأمي وعائش أحباب قلبي لن آخذهم، لن آخذكم معي، فقط سأذهب بأعمالي
ألحقوني بالدعاء بالله عليكم، الدعاء من فضلكن
وجهت كلامي لـ عائش'- أمر الدعوة متروك لك يا عائش، بالله عليك لا تقصري، هن اخواتك وبناتك، هن أمانة ويجب عليك الحفاظ عليها بروحك، دينك يا عائش إياك والتقصير فيه
حضنتني جامد وهي عارفة إن دا حضن النهاية، إنها لو حضنتني بعد كدا مش هبقى مدركة لـ حضنها ليا، بكت وهي بتهمسلي اني مفارقهاش فقولتلها مش بإيدي وإن دا حق عليا، شددت على حضني اكتر واكتر وزاد بكائها وانا بهمسلها متخافيش
زاد صوت بكاء البنات وهما بيشوفوني بحتضر'قولت بضعف'
تالله إني مشتاقة لـ لقاء حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ورؤية الحبيب الأول الله عز وجل، ليس لي إلاه
بكيت بصوت منتحب وانا بردد'- ليس لي إلاك يا الله فارزقني حسن الخاتمة، ليس لي إلاك، وأشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمد عبدك ورسولك
بعدت عائش عني شوية وسجدت وعيطت كتير وانا مدركة أنه البكاء الأخير والخشوع الأخير'
لما طال سجودها وانقطع صوت بكائها، خوفت، وأدركت أن أمر الله قد نفذ، وأنها توفيت، قومتها وحضنتها وانا ببكي، وصوت بكاء البنات يطغى على المكان
رددت وبكايا بيقطع في قلبي' موتي ساجدة يا نور، ذي ما اتمنيتي طول عمرك، دايما كنتي بتفكريني بإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، موتي وانتي قريبة من ربنا كل القرب يا حبيبة أختك، يا حبيبة اختك يعز عليا فراقك ولكنه أمر المولى عز وجل، يارب الصبر يارب، يارب إنها أغلى الغاليين، فألهمني الصبر
البنات نادوا لإمام المسجد اللي كان جنبنا بيستعد لدرس ديني مع الرجال فجم كلهم، وتأكدنا من وفاتها واتصلوا بالإسعاف، وإمام المسجد كان عارف والدها فاتصل عليه وقاله، وأنهم هيجيبوها بالإسعاف
ركبت انا بس معاها، طول الوقت كنت ماسكة ايديها اللي باردة ذي التلج، بدفيلها ايديها ذي ما كنت بعمل دايما، كنا عارفين أن اللحظة دي هتيجي، لكن أملنا في ربنا كان كبير، بس نور مزعلتش بسبب مرضها، كانت دايما تقولي أن المرض ابتلاء وان الابتلاء اختبار من صبر على الاختبار نال أجر وثواب لو علم به كان صبر أكثر وأكثر وأن الصبر على البلاء يذهب بالسيئات،كلامها كله بيتردد في دماغي ودموعي موقفتش، وكل ما أكشف القماش الأبيض وأشيل النقاب من على وشها في كل مرة ألاقي وشها زاد نوره أكتر، أبكي من فرط فرحتي بحسن خاتمتها
وصلنا وكان في ناس كتيرة جدا متجمعة، باباها ومامتها جم جري على عربية الإسعاف وهما بيفتحوها، والدتها مقدرتش تتمالك نفسها وهي بتردد': يا ضي عيني يا بنتي، يا ضنايا قومي، قومي يا بنتي صلاة العصر قربت يلا عشان أوضيكي، يلا يا حبيبة قلب أمك متكسريش قلبي يا بنتي، بالله عليكي ما تكسري قلبي
كانت الناس بتبكي كلها وكله كان بيردد بأدعية الرحمة ليها، والدها كان منهار تماما
جه حضنها من وشها': قولتلك محبش كسرتي تيجي فيكي يا بنتي، قومي يا بنتي، علمتيني أصبر على البلاء، بس معلمتينيش أصبر على فراقك، أعيش اذاي من غيرك، طب مين اللي هينبهني دايما بمواعيد الصلاة، مين اللي هيقولي يا بابا احنا عايشين مع بعض في الدنيا عايزين نحجزلنا مكان في الآخرة كمان ونكون مع بعض، طب هقرأ قرآن انا وامك لوحدنا ومين هيشجعنا نقرأ أكتر؟ يا بنتي والله يوميا هقرألك الورد بتاعك، كل حاجه كنتي بتعمليها هعملهالك كل حاجه هتفضل ذي ما هي بس انا وامك لا يا بنتي، انا وامك انكسرنا يا بنتي، انكسرنا يا نن عين أبوكي، غيابك كسر ضهري، كنتي بمليون ولد يا نور، مكرمنيش ربنا بأولاد غيرك لكنك عندي بالدنيا كلها، ربنا حطلي النعمة كلها فيكي وسلبها مني، أعيش بعدك اذاي يا بنتي، إنا لله و إنا إليه راجعون، أنا أسف يارب، بس انا عملت بوصيتك ليا اني اتقيك فيها، فروحي اتعلقت بيها، غصب عني مش قادر على فارقها فـ صبرني، صبرني عشان قلبي، بنت قلبي راحت مني، إنا لله و إنا إليه راجعون
كلام باباها خلى الناس كلها تبكي، الناس مسكوا باباها ومامتها عشان يعرفوا يدخلوها البيت وانا البنات سندوني لاني خلاص طاقتي كانت انتهت بالفعل،
من وصية نور اني كنت اغسلها، ولو مامتها قدرت ممكن تدخل معايا عادي ودخلت معايا بنت من البنات اللي معانا في الدرس الديني كانت قريبة مني انا ونور ولإنها كانت متدربة على كدا فدخلت معانا
مامتها مكانتش قادرة فطلبت منها إنها تقعد وأننا هنعمل كل حاجه، بس هي أصرت أنها تشارك فخليناها تساعدنا في تقليبها بس،
وانا بغسلها افتكرتلها أفعال كتير اوي
أنها دايما كانت تقولي انها بتحب تتوضى قبل ما تخرج عشان لو حصلها حاجه وهي برا تبقى ماتت على الفطرة،
كانت دايما تقول':
انا مِن أشد الناس اقتناعاً إن ربنا بيعوض الإنسان لدرجة ان ممكن ينسى هو خسر إيه في الأول أو ينسى الضيق والتعب اللي مر بيه، بيعوضنا لدرجة انك ممكن تفكر وتقول يا ريتني ما كنت اتضايقت لحظة واحده قبل كده ولا زعلت ع اللي راح مني، هو عالم انتَ بتمر بإيه وعالم انك جبت اخرك وشايف انك مش عارف تكمل بس صدقوني كل ما كان احساسك بالضيق أكبر كل ما كان عوض ربنا لك اكبر واعظم واحلى بس احنا نصبر ، ربنا بيسبب الأسباب زي ما بيقولوا ، كل حاجه حواليك بتحصل لها سبب ربنا بس اللي عارفُه وانت بتاخد بالك منه متأخر بس لما ييجي الوقت وتاخد بالك منه عنيك بتدمع من جمال وحكمة ربنا في كل حاجه.
كانت بتردد أدعية كتير، منهم:
اللهم إني أخاف الموت على غفلة، وأخاف الموت على معصية، وأخاف ظلمة القبر، اللهم اهدِ قلبي واغفر لي، وأحسن خاتمتي واقبضني في ساعة رضا، اللهم اهدني ثم اهدني ثم اهدني ثم خذني إليك.
كانت دايما في كل درس في المسجد تنهي الدرس بجملة'
"اعتنِ بصلاتك جيدا فإحداهن ستكون الأخيرة واتق الله حيثما كنتِ"
كان في بنات كتير بيتعرضوا لمواقف سلبية تزلزل من إيمانهم وحبهم لـ اللبس الشرعي كانت دائما تقول لهم':
هتحسى بتميز !
- لما تكونى فـ الشارع أو فـ الجامعة والمعظم ماشى بلبس ضيق ومفلت وأنتِ مُلتزمة بالزي الشرعى اللى ربنا فرضه علينا !
هتحسى بتميز :
- لما تبقى رايحة فرح والكُل حاطط ميكب وأنتِ وشك طبيعى جدًا وعليه براءة زي الأطفال !
هتحسى بتميز :
-لما تبقى راكبة أي مواصلة والسواق مشغل أغانى وأنتِ مشغلة قرآن فـ الهاند فري بتاعتك !
هتحسى بتميز :
لما حد يقولك اللبس مكبرك ، اللى بيقولك كده حقيقة مش بيكدب لأن مكانتك عظيمة مش بس كبيرة عند ربنا !
هتحسى بتميز :
-لما تقومى فـ عزالبرد من سريرك عشان تصلى الفجر فـ حين أن البيت كله نايم !
الجنة تستاهل نعافر عشانها والله
جيت مرة كنت بكلمها عن أمنيتي في إن زوجي المستقبلي يكون ملتزم وقريب من ربنا عشان يعيني قالت لي':
تزوّجِي مَن أحبَّ حجابكِ الفضفاض، يغار عليكِ من أعينِ النَّاس يشعر أنّكِ جَوهرته الغالية لا يستحِق أحداً أن يراها غيره
كلامها كله بيتردد في ودني كإنها بتقوله حالا، دموعي شاركت في غسلها، خلصنا الغسل وجه وقت خروجها، والدتها باست راسها وحضنتها واترمت على الكرسي بقوة وانهيار، والدها..
انا عارفة أن والدها كان قريب منها جدا كان صديقها الصدوق وأخوها وحبيبها قبل ما يكون أبوها، حضنها وهو بيبكي وبيردد "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"
علمتيني أرددها في المصائب يا بنتي، عيشتي تعلمي أبوكي الراجل الكبير كإنه طفل ميعرفش أي حاجه، سيبتي أثر كبير فيا يا قرة عين أبيكي، يشهد الله على ما في قلبي من حب لك، تالله سأحزن على فراقك لي ولكني سأفرح لأنك بجانب من كان أقرب منك عني
كنتي دايما بتقوليلي':
في الآخرة مفيش حزن و لا هم، و لا ألم، و لا شقاء، و لا مرض، و لا فراق، في الآخرة مش هتضيق علينا الأرض بما رحبت و لا هتضيق علينا نفوسنا، مش هنكون تُقال على حد، مش هنكون لوحدنا بنعيش حزننا و مشاعرنا بلا بوح، هنكون مع كل أحِبّتنا من أول رسول الله و الصحابه رضي الله عنهم، اللِ من هم في نفس عصرنا ..
هناك هنستند على أكتاف بنحبها و أرواح تشبهنا، قريبة مِنا
هناك هنتخلص من قلبنا المكلوم و ليلنا الثقيل، و روحنا اللِ غرّبتها الدنيا، و هنقوم من وقعاتنا، و هننفض غبار الدنيا عنا.
هناك هنكون في جنة عرضها السماوات و الأرض، سقفها عرش الرحمن
هناك هنشوف ربنا و هنشوف رسول الله، و نبكيله و نشكيله كتير حتى تهدأ قلوبنا")
لعل هذه الكلمات تكفيك و تصبرك كما صبرتني يا بابا
بكاءه زاد وبكائنا زاد معاه، شفاء اتدفنت، يوميا كنت بفوت على والدها و والدتها في البيت أشوفهم وأقعد معاهم شوية وأدخل اوضتها وأقرأ في مصحفها وأولع عود البخور اللي هي كانت بتحب ريحته جدا وأعطر الأوضة
كملت في الدعوة وفي كل خطوة بخطيها كنت بحس بوجودها جنبي كإنها هنا..
كأنها كل الرفاق..
وكل البنات..
كأنها السعادة والفرح والمودة..
كأنها بلسم الشفاء..
كأنها النور..وقد كانت
تعبت جدا في كتابة الاسكريبت دا، ميهمنيش الريتش عليه هيكون اذاي أد ما يهمني اني الاقي أثر فعلا ونتيجة لـ اللي كتبته دا، مفيش مانع أننا نغلط لأن الإنسان بطبعه خطاء وخير الخطائين التوابون، ربنا يهدينا جميعا 💚💚بقلم الكاتبه امنيه اسامه
اللهم بارك بجد انا عيط انا بقراء ربنا يجعله في ميزان حسناتك ي ست البنات جزاكي الله خيرا ع الكتابات
ردحذفوجزاك
حذفأجمل اسكريب قراته في حياتي بجد كلام خلج من القلب بجد ربنا يسعد قلبك
ردحذفاللهم بارك وجزاكي الله كل خير واللهم أحسن ختامنا يا رب
ردحذفاللهم امين ي ست البنات
حذفالاسكريب جامد اوى
ردحذفربنا يوفقك
ردحذفاللهم بارك
ردحذفكملي ربنا يوفقككك الاسكريب جميل اوي
ردحذفسُكر خاليث 🥺👈🏻👉🏻
ردحذفقلبى
حذفبارك الله فيكي يا غاليه .
ردحذفجميلة جدا كملي وربنا يوفقك يا رب
انتى اجمل ي روحى
حذفجميل جداً ربنا يريح قلبك وبالك ربنا يحفظك ويسعدك ويوفقك ويبارك بعمرك يارب 💗💗
ردحذفي رب واياكى
حذفجميل كملي
ردحذفجميل جدا بجد جزاكى الله خيرا ❤
ردحذف